رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قرناء السوء

صفحة 123 - الجزء 1

  صُحْبَةُ الأَخْيَارِ تُوجِبُ لَهُ الْعُلُوم النَّافِعَةِ، وَالأَخْلاَقِ الْفَاضِلَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.

  وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ: تَحْرِمُهُ ذَلِكَ أَجْمَع.

  إِنَّهُ مَثَلٌ رَائِعٌ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَخْتَارُ الصَّدِيقُ الَّذِي نَخْتَارُ مُصَادَقَتُهُ وَمُخَالَطَتُهُ، فِي رِحْلَةِ الْحَيَاةِ.

  فَإِمَّا أَنْ نَخْتَارَهُ بِوَعْيٍ وَإِدْرَاكٍ، فَيَكُونُ لَنَا كَحَامِلِ الْمِسْكِ لاَ نَجِدُ مِنْهُ سِوَى الْخَيْرِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ كَنَافِخِ الْكِيرِ، الَّذِي لاَ يَأْتِينَا مِنْ وَرَائِهِ سِوَى الضَّرَرِ.

  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبُ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلاَ رَيْحَ لَهَا، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلاَ رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ كَمِثْلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، إِنْ لَمْ يُصِبْكَ مِنْهُ شَيْءٌ، أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ، وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ كَمِثْلِ صَاحِبِ الْكِيرِ، إِنْ لَمْ يُصِبْكَ