رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قرناء السوء

صفحة 132 - الجزء 1

  فَقَالَ: «صَاحِبْ أَهْلَ التَّقْوَى، فَإِنَّهُمْ أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا مُؤْنَةً عَلَيْكَ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً». انْتَهَى ...

  وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ #:

  «قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَبَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ». انْتَهَى ...

  يَا بُنَيَّ: وَعَلَيْكَ بِمُجَالَسَةِ الأَخيَارِ، وَأَهْلِ الفَضْلِ وَالدِّينِ، مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمُتَعَلِّمِينَ، الْعَامِلِينَ بِعِلْمِهِمْ، الْمُصْلِحِينَ الْمُخْلِصِينَ الْقَاصِدِينَ بِعِلْمِهِمْ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، لأَنَّ مُجَالَسَةَ الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ بِعِلْمِهِمْ يُحْيِي الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ، كَمَا يُحْيِي الْمَطَرُ الْوَابِلُ النَّبَاتَ فَتَنْشَرِحُ بِهِمُ الصُّدُورُ الضَّيِّقَةُ، وَتَهُونُ بِرُؤْيَتِهِمُ الأُمُورُ الصَّعْبَةُ.

  كَيْفَ لاَ.؟ وَهُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَخُلَفَاؤُهُ فِي خَلْقِهِ.

  وَقَدْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ ø رَحْمَةً، وَكَهْفًا لِمَنْ يَأْوِي إلَيْهِمْ، وَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهِمْ، نَصَبَهُمْ هُدَاةً لِلْمُتَحَيِّرِينَ، وَنُورًا لِلسَّالِكِينَ.

  كَمَا رُوِيَ عَنْ لُقْمَانَ #: أَنَّهُ قَالَ لابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ: جَالِسِ الْعُلَمَاءَ وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ، كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ».