رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 199 - الجزء 1

  وَأَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ فِي الأَرْضِ.

  يَعْنِي: حَسَدَ ابْنِ آدَمَ لأَخِيهِ حَتَّى قَتَلَهُ ..

  لاَ رَاحَةَ لِحَسُودٍ، مَا رَأَيْتُ ظَالِمًا أَشْبَهَ بِمَظْلُومٍ مِنَ الْحَسُودِ نَفَسٌ دَائِمٌ، وَهَمٌّ لاَزِمٌ، وَقَلْبٌ هَائِمٌ، حَاسِدُ النِّعْمَةِ لاَ يُرْضِيْهِ إِلاَّ زَوَالُهَا.

  قَالَ أَبُو اللَّيْثِ: «لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الشَّرِّ أَضَرَّ مِنَ الْحَسَدِ، يَصِلُ إِلَى الْحَاسِدِ بِهِ خَمْسُ عُقُوبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمَحْسُودِ مَكْرُوهٌ:

  الأُولَى: غَمٌّ لاَ يَنْقَطِعُ.

  الثَّانِيَةُ: مُصِيبَةٌ لاَ يُؤْجَرُ عَلَيْهَا.

  الثَّالِثَةُ: مَذَمَّةٌ لاَ يُحْمَدُ بِهَا.

  الرَّابِعَةُ: يَسْخَطُ عَلَيْهِ الرَّبُّ.

  الْخَامِسَةُ: يُغْلَقُ عَلَيْهِ بَابُ التَّوْفِيقِ».

  وَقَالَ الإِمَامُ الْقَاسِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ #:

  «وَإِيَّاكَ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ لِلْحَسَدِ نَفْرَةٌ عَلَى صَاحِبِهِ مُضِرَّةٌ، فَأَبْرِدْهُ عِنْدَ اِضْطِرَام تَسَعُّره، بِكَثْرَةِ التَّبْكِيتِ، وَتَعْرِيفهُ صِغَر صَاحِبِهِ الْمَمْقُوتِ.

  يَا بُنَيَّ: فَإِنَّ الْحَاسِدَ لاَ يُدْرِكُ فِي حَسَدِهِ نَقِيرًا، وَلَوْ أُزِيحَ عَنِ الْمَحْسُودِ مَا حَسِدَهُ عَلَيْهِ لَمْ يَظْفَرْ مِنْهُ قِطْمِيراً، وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ إِلاَّ وَعَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ نِعْمَة ظَاهِرَةٌ أَوْ مُكْتَتِمَة، أَصْنَافٌ