رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 200 - الجزء 1

  مُقْتَسَمَةٌ، صَغِيرَ مَا يُولِي اللَّهُ الْعَبْدَ مِنْهَا وَيُبْلِيه، وَيَهَبُ لَهُ وَيُعْطِيه مِنْ صِحَّتِهِ، وَطُولِ عَافِيَتِهِ، وَمَا يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَوِي، خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَا بَيْنَ الأَرْضِ، وَالسَّمَاءِ.

  يَا بُنَيَّ: وَكَمْ مِنْ ذِي نِعْمَةٍ مُتَجَدِّدَة، يَحْسُدهُ مَنْ دُونَهُ عَلَى نِعْمَةٍ مُنْتَكِّدة، وَلَوْ أَشْعَرَ نَفْسَهُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ شُكْرِ الْمُنْعِمِ، كَانَ ذَلِكَ أَزْيَدُ لِلنِّعَمِ وَأَصْرَفُ لِلْمُلِمِّ.

  وَفِي الْحَسَدِ سِتُّ خِصَالٍ:

  طُول الاغْتِمَامِ بِمَا لاَ يُجْدِي.

  وَكَثْرَة الاهْتِمَامِ بِمَا لاَ يُغْنِي.

  وَتَكْدِير الْمَعَاشِ.

  وَالْخَسَاسَة عِنْدَ الأَخْيَارِ وَالأَوبَاش.

  وَحُرْقَة الْقَلْبِ.

  وَمُضَادَّةُ الرَّبّ». انْتَهَى كَلاَمُ الإِمَام الْقَاسِمُ ...

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷: «إِنَّ لِنِعَمِ اللَّهِ أَعْدَاءً».

  قِيلَ وَمَنْ أُولَئِكَ.؟

  قَالَ: «الَّذِينَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ».