الحسد:
  مُقْتَسَمَةٌ، صَغِيرَ مَا يُولِي اللَّهُ الْعَبْدَ مِنْهَا وَيُبْلِيه، وَيَهَبُ لَهُ وَيُعْطِيه مِنْ صِحَّتِهِ، وَطُولِ عَافِيَتِهِ، وَمَا يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَوِي، خَيْرٌ لَهُ مِنْ مَا بَيْنَ الأَرْضِ، وَالسَّمَاءِ.
  يَا بُنَيَّ: وَكَمْ مِنْ ذِي نِعْمَةٍ مُتَجَدِّدَة، يَحْسُدهُ مَنْ دُونَهُ عَلَى نِعْمَةٍ مُنْتَكِّدة، وَلَوْ أَشْعَرَ نَفْسَهُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ شُكْرِ الْمُنْعِمِ، كَانَ ذَلِكَ أَزْيَدُ لِلنِّعَمِ وَأَصْرَفُ لِلْمُلِمِّ.
  وَفِي الْحَسَدِ سِتُّ خِصَالٍ:
  طُول الاغْتِمَامِ بِمَا لاَ يُجْدِي.
  وَكَثْرَة الاهْتِمَامِ بِمَا لاَ يُغْنِي.
  وَتَكْدِير الْمَعَاشِ.
  وَالْخَسَاسَة عِنْدَ الأَخْيَارِ وَالأَوبَاش.
  وَحُرْقَة الْقَلْبِ.
  وَمُضَادَّةُ الرَّبّ». انْتَهَى كَلاَمُ الإِمَام الْقَاسِمُ ...
  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷: «إِنَّ لِنِعَمِ اللَّهِ أَعْدَاءً».
  قِيلَ وَمَنْ أُولَئِكَ.؟
  قَالَ: «الَّذِينَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ».