رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الحسد:

صفحة 209 - الجزء 1

  فَقَالَ: لَقِيَنِي فلاَنٌ فَاسْتَوْهَبَهُ مِنِّي فَوَهَبْتُهُ لَهُ.

  فَأُلْقِيَ في رُوعِ الْمَلِكِ أَنَّ الأَمْرَ لاَ يَجْرِي عَلَى هَذَا النَّحْوِ إِلاَّ بِتَدْبِيرٍ مِنَ اللَّهِ.

  فَقَالَ الْمَلِكُ: إنَّهُ ذَكَرَ لِي أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنِّي أَبْخَرُ.

  فَقَالَ الرَّجُلُ: مَعَاذَ اللَّهِ أَيُّهَا الْمَلِكُ مَا قُلْتُ ذَلِكَ.

  فَقَالَ: الْمَلِكُ: فَلِمَ كُنْتَ تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ وأَنْفِكَ وَأَنْتَ تُحَدِّثُنِي ..؟

  فَقَال: إِنَّهُ أَطْعَمَنِي ثُومًا فَكَرِهْتُ أَنْ تَشُمَّهُ.

  هُنَا قَالَ الْمَلِكُ: الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ، صَدَقْتَ وَاللَّهِ إِرْجِعْ إِلَى مَكَانِك فَقَدْ كَفَى الْمُسِيءَ إِسَاءَتُهُ.

  فَأَعَادَهُ الْمَلِكُ إِلَى مَكَانِه، وَرَفَعَ مَنزِلَتَهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاه.

  انْتَهَتِ الْقِصَّة ......

  فَانْظُرْ يَا بُنَيَّ: كَيْفَ دَارَتْ عَلَى البَاغِي الدَّوَائِرُ.

  وَاسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يُعَافِيَكَ مِنْ هَذِهِ الأَمْرَاضِ الْفَتَّاكَةِ.

  فَتَأَمَّلْ رَحِمَك اللَّهُ شُؤْمَ الْحَسَدِ وَمَا جَرَّ إلَيْهِ ..؟