الحسد:
  تَعْلَمْ سِرَّ قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ #: «لِلَّهِ دَرُّ الْحَسَدِ مَا أَعْدَلَهْ بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهْ».
  وَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ:
  جَزَى اللَّهُ عَنَّا الْحَاسِدِينَ فَإِنَّهُمْ ... قَدِ اسْتَوْجَبُوا مِنَّا عَلَى فِعْلهمْ شُكْرًا
  أَذَاعُوا لَنَا ذَمًّا فَأَفْشَوْا مَكَارِماً ... وَقَدْ قَصَدُوا ذَمًّا فَصَارَ لَنَا فَخْراً
  هَكَذَا يَصْنَعُ الْحَسَدُ بِأَصْحَابِه.
  وَهَكَذَا الْحَسُودُ الْحَقُودُ، فَإِنَّ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِ تَعُودُ، وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِه ..
  فَقَاتَلَ اللَّهُ الْحَسَدَ، أَوَّلَ مَا يَفْتِكُ يَفْتِكُ بِصَاحِبِه ...
  يَا بُنَيَّ: إِنَّنِي أَنْهَى نَفْسِي وَنَفْسُكَ عَنِ الْحَسَدِ رَحْمَةً بِي وَبِكَ قَبْلَ أَنْ نَرْحَمَ الآخَرِينَ، لأَنَّنَا بِحَسَدِنَا لَهُمْ نُطْعِمُ الْهَمَّ لُحُومَنَا وَنَسْقِي الْغَمَّ دِمَاءَنَا، وَنُوزِّعُ نَوْم جُفُونِنَا عَلَى الآخَرِينَ.
  إنَّ الْحَاسِدَ يُشْعِلُ فرناً سَاخِناً ثُمَّ يَقْتَحِمُ فِيهِ.
  التَّنْغِيصُ وَالْكَدَرُ وَالْهَمُّ الْحَاضِرُ، أَمْرَاضٌ يُوَلِّدُهَا الْحَسَدُ لِتَقْضِيَ عَلَى الرَّاحَةِ وَالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ الْجَمِيلَةِ.
  بَلِيَّةُ الْحَاسِدِ أَنَّهُ خَاصَمَ الْقَضَاءَ، وَاتَّهَمَ الْبَارِي فِي الْعَدْلِ، وَأَسَاءَ الأَدَبَ وَخَالَفَ الشَّرْعَ ....