الغيبة:
  قَال: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُول فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقَدْ بَهَتَّهُ».
  فَبَيَّنَ لأُمَّتِهِ ÷ أَنَّ الْغِيبَةَ أَنْ تَعِيبَ أَخَاكَ بِمَا فِيهِ، أَمَّا إِذَا اغْتَبْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَإِنَّ ذَلِكَ جَامِعٌ لِمَفْسَدَتَيْنِ البُهْتَانُ وَالغِيبَةُ.
  وَقَالَ الْحَسَنُ: «الْغِيبَةُ ثَلاَثَةُ أَوْجُهٍ كُلُّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: الْغِيبَةُ، وَالإِفْكُ، وَالْبُهْتَانُ.
  فَأَمَّا الْغِيبَةُ: فَهُوَ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا هُوَ فِيهِ.
  وَأَمَّا الإِفْكُ: فَأَنْ تَقُولَ فِيهِ مَا بَلَغَكَ عَنْهُ.
  وَأَمَّا الْبُهْتَانُ: فَأَنْ تَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ» .....
  وَاعْلَمْ: أَنَّ الْغِيبَةَ مِنْ أَقْبَحِ الْقَبَائِحِ، وَأَكْثَرِهَا انْتِشَارًا فِي النَّاسِ، حَتَّى لاَ يَسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ الْقَلِيلُ مِنَ النَّاسِ، وَذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ عَامٌّ سَوَاءً كَانَ فِي بَدَنِهِ، أَوْ دِينِهِ، أَوْ دُنْيَاهُ، أَوْ نَفْسِهِ.
  يَا بُنَيَّ الْحَبِيب: وَيَا فِلْذَةِ كَبِدِي:
  هَلْ تَعْلَمُ.؟
  مَا الَّذِي شَتَّتَنَا.؟
  وَمَا الَّذِي مَزَّقَ كَيَانَنَا؟