رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الغيبة:

صفحة 213 - الجزء 1

  وَمَا الَّذِي فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا.؟

  وَمَا الَّذِي دَمَّرَ مُجْتَمَعَاتِنَا.؟

  وَمَا الَّذِي أَضَرَّنَا وَهَزَّ وُجُودَنَا إِلاَّ هَذَا اللِّسَانُ.؟

  إِلاَّ هَذِهِ الْمُضْغَة الَّتِي لاَ تَرْعَى فِي مُسْلِمٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً.؟.

  بُنَيَّ الْحَبِيب: كَمْ أَفْسَدَتِ الْغِيبَة مِنْ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ.؟

  وَكَمْ أَحْبَطَتْ مِنْ أُجُورِ الْعَامِلِينَ.؟

  وَكَمْ جَلَبَتْ مِنْ سَخَطِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.؟

  فَالْغِيبَةُ عَادَةٌ مَرْذُوَلَةٌ، وَالْغِيْبَةُ فَاكِهَةُ الأَرْذَلِينَ، وَسِلاَحُ الْعَاجِزِينَ ..

  وَالْغِيْبَةُ مَرَضٌ خَطِيرٌ، وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ يَفْتِكُ بِالأُمَّةِ، وَيَبُثُّ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَيْنَ أَفْرَادِهَا، وَهَذَا الْمَرَضُ لاَ يَكَادُ يَسْلَمُ مِنْهُ أَحَدٌ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنْ أَكْلِ الرِّبا.

  كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ÷: قَالَ: «الرِّبَا ثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَيْسَرُهَا مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ، وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ».