رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الغيبة:

صفحة 216 - الجزء 1

  وَكَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الأَصْبِهَانِيُّ: عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «الْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ يَحُتَّانِ الإِيمَانَ كَمَا يَعْضِدُ الرَّاعِي الشَّجَرَةَ».

  وَقَالَ الْحَسَنُ: «وَاللَّهِ لَلْغِيبَةُ أَسْرَعُ فَسَادًا فِي دِينِ الْمَرْءِ مِنَ الآكِلَةِ فِي الْجَسَدِ» ....

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ تَجِدُهُ يُتْعِبُ نَفْسَهُ، وَيُجْهِدُهَا وَيُسْهِرُ لَيْلَهُ، وَيُفْنِي عُمْرَهُ، فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، وَيَشْتَغِلُ بِالطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ، مِنْ صَلاَةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَحَجٍّ، وَجِهَادٍ، وَصَدَقَةٍ وَقِرَاءَةٍ، وَتَسْبِيحٍ وَتَهْلِيلٍ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، فَيَفْعَلُ ذَلِكَ الْمِسْكِينُ تِلْكَ الْعِبَادَاتِ وَهُوَ لاَ يَدْرِي أَنَّهُ قَدْ أَحْبَطَ حَسَنَاتهُ الصَّالِحَةُ بِسَبَبِ انْتِهَاكِهِ عِرْضِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، وَهُوَ لِجَهْلِهِ لاَ يَدْرِي أَنَّهُ قَدْ تَعَرَّضَ لِمَقْتِ اللَّهِ تَعَالَى وَغَضَبِهِ.

  وَهُوَ لِجَهْلِهِ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ تَعَرَّضْ بِسَبَبِ الْغِيبَةِ لِسَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى وَعُقُوبَتِهِ.

  لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الْغِيبَةَ تَلْتَهِمُ كُلَّ مَا يَصْنَعُ العَبْدَ مِنْ عِبَادَاتٍ وَحَسَنَاتٍ، وَتُعَرِّضُ صَاحِبِهَا لِلإِفْلاَسِ، ثُمَّ يُقْذَف بِهِ فِي النَّارِ وَبِئْسَ الْقَرَارُ.