الغيبة:
  هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقضَى مَا عَلَيهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» ...
  وَالْغِيبَةُ هِيَ الصَّاعِقَةُ الْمُهْلِكَةُ لِلطَّاعَاتِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: «مَثَلُ الَّذِي يَغْتَابُ النَّاسَ كَمَثَلِ مَنْ نَصَبَ مَنْجَنِيقًا يَرْمِي حَسَنَاتِهِ يَمِيْناً وَشِمَالاً، شَرْقًا وَغَرْبًا يَغْتَابُ وَاحِدًا خُرَاسَانِيًّا وَآخَرَ حِجَازِيًّا وَآخَرَ تُرْكِيًّا فَيُفَرِّقُ حَسَنَاتِهِ وَيَقُومُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ» ...
  فَاحْذَرْ يَا بُنَيَّ: أَنْ تَكُونَ الْغِيبَةُ سَبَبًا لِفَنَاءِ حَسَنَاتِكَ، وَزِيَادَةِ سَيِّئَاتِكَ، فَتَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ ...
  فَلِلَّهِ دُرَُّ أَقْوَامٍ حَرَسُوا بَالتُّقَى أَعْمَالَهُمْ، وَصَانُوهَا عَنِ الضَّيَاعِ وَحَفِظُوا أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ الْغِيبَةِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالْكَذِبِ، وَخَوَاطِرَهُمْ عَنِ الرِّيَاءِ، وَبَوَاطِنَهُمْ عَنِ الْحَرَامِ، وَأَلْسِنَتَهُمْ عَنِ الْهَذَيَانِ بِأَنْوَاعِ الْفُضُولِ، وَالْخَوْضِ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِمْ، وَمَا لاَ حَاجَةَ إِلَيْهِ بِهِمْ ....