قصة ماعز بن مالك
  قَالَ: نَعَمْ.
  قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ.
  فَسَمِعَ النَّبِيُّ ÷: رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ: أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَهَتَكَ نَفْسَهُ حَتَّى رُجِمَ كَمَا يُرْجَمُ الْكَلْبُ.
  فَسَكَتَ عَنْهُمَا رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: حَتَّى أَجَازَا بِجِيْفَةِ حِمَارٍ شَاغِرٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «انْزَلاَ فَأَصِيبَا مِنْ هَذَا الْحِمَارِ».
  فَقَالاَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ.؟
  فَقَالَ: «لِمَا أَصَبْتُمَا مِنْ صَاحِبِكُمَا آنِفاً أَعْظَمُ مِنْ إِصَابَتِكُمَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ، إِنَّهُ الآنَ لَيَنْغَمِسُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ».
  فَالْغِيبَةُ عَادَةٌ مَرْذُوَلَةٌ، كَثِيرًا مَا تَقْطَعُ الصِّلَةَ بَيْنَ النَّاسِ، وَتُثِيرُ الأَحْقَادَ، وَتُشَتِّتُ الشَّمْلَ، ثُمَّ هِيَ مَعْ ذَلِكَ مَضِيَعَةٌ لِلْوَقْتِ بَالاشْتِغَالِ بِمَا يَضُرُّ الإِنْسَانَ، وَلاَ يَنْفَعُهُ.
  فَهَلاَّ كَفَفْنَا أَلْسِنَتَنَا عَنْ نَهْشِ أَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَكْلِ لُحُومِهِمْ.؟
  هَلاَّ كَفَفْنَا أَلْسِنَتَنَا عَنْ تَمْزِيقِ أَعْرَاضِ النَّاسِ.؟
  فَكَمْ أَفْسَدَتِ الْغِيبَة مِنْ أَعْمَالِ الصَّالِحِينَ.؟