رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة ماعز بن مالك

صفحة 221 - الجزء 1

  وَكَمْ أَحْبَطَتْ مِنْ أُجُورِ الْعَامِلِينَ.؟

  وَكَمْ جَلَبَتْ مِنْ سَخَطِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.؟

  فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَهَى نَفْسَهُ عَنْ هَذِهِ الْخَصْلَةِ الذَّمِيمَةِ، وَالسَّيِّئَةِ الْقَبِيحَة الْمُنْكَرَة ..

  شِعْرًا:

  يُشَارِكُكَ الْمُغْتَابُ فِي حَسَنَاتِهِ ... وَيُعْطِيكَ أَجْرَى صَوْمِهِ وَصَلاَتِهِ

  فَيَا أَيُّهَا الْمُغْتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِيْ ... ثَوَابُ صَلاَةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِهِ

  فَغَيْرُ شَقِيٍّ مَنْ يَبِيْتُ عَدُوُّهُ ... يُعَامِلُ عَنْهُ اللَّهُ فِي غَفَلاَتِهِ

  وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ظَنَّ بِحَملِهِ ... عَنِ النُّجْبِ مِنْ أبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ

  فَلاَ تَعْجَبُوا مِنْ جَاهِلٍ ضَرَّ نَفْسَهُ ... بِإِمْعَانِهِ في نَفْعِ بَعْضِ عُدَاتِهِ

  وَأَعْجَبُ مِنْهُ عَاقِلٌ بَاتِ سَاخِطًا ... عَلَى رَجُلٍ يُهْدِي لَهُ حَسَنَاتِهِ

  وَيَحْمِلُ مِنْ أَوْزَارِهِ وَذُنُوبِهِ ... وَيَهْلَكُ فِي تَخْلِيْصِهِ وَنَجَاتِهِ

  فَمَنْ يَحْتَمِلْ يَسْتَوْجِبِ الأَجْرَ وَالثَّنَا ... وَيُحْمَدُ فِي الدُّنْيَا وَبَعْدَ وَفَاتِهِ

  وَمَنْ يَنْتَصِفْ يَنْفَخْ ضِرَامًا قَدِ انْطَفَى ... وَيَجْمعُ أَسْبَابَ الْمَسَاوِي لِذَاتِهِ

  فَلاَ صَالِحٌ يُجْزَى بهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ... وَلاَ حَسَنٌ يُثْنَى بِهِ فِي حَيَاتِهِ

  يَظَلَّ أَخُو الإِنْسَانِ يأْكُلُ لَحْمَهُ ... كَمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ حَالَ مَمَاتِهِ

  وَلاَ يَسْتَحِي مِمَّنْ يَرَاهُ وَيَدَّعِي ... بِأَنَّ صِفَاتِ الْكَلْبِ دُوْنَ صِفَاتِهِ

  وَقَدْ أَكَلاَ مِنْ لَحْمِ مَيْتٍ كِلاَهُمَا ... وَلَكَنْ دَعَا الكَلْبَ اضْطِرَارُ اقْتِيَاتِهِ

  تَسَاوَيْتُمَا أَكْلاً فَأَشْقَاكُمَا بِهِ ... غَدًا مَنْ عَلَيْهِ الْخَوْفُ مِنْ تَبِعَاتِهِ

  وَمَا لِكَلاَمٍ مَرَّ كَالرِّيْحِ مَوْقِعٌ ... فَيَبْقَى عَلَى الإِنْسَانِ بَعْضُ سِمَاتِه