النميمة:
  تِلْكَ الْكَلِمَاتُ: الَّتِي تُورِثُ بَيْنَ النَّاسِ الْمَفَاسِد، حَتَّى تُسْفَكَ الدِّمَاءُ، وَتُنْتَهَكُ الأَعْرَاض، وَتُسْتَبَاحَ الْمُحَرَّمَاتُ.
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ النَّمِيمَةَ خُلُقٌ ذَمِيمٌ، تَقْطَعُ أَوَاصِرَ الأُخُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ النَّاسِ، وَتَقْطَعُ وَشَائِج الصِّلَةِ بَيْنَ الأَهْلِ وَالْجِيرَانِ وَهِيَ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَهِيَ سَبَبٌ لِلْعَذَابِ فِي الْقَبْرِ، وَمِنْ أَسْبَابِ حِرْمَانِ دُخُولِ الْجَنَّةِ.
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ النَّمِيمَةَ كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ، وَمُحَرَّمَةٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ.
  أَمَّا الْكِتَابُ: فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: فِي النَّمِيمَةِ: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ١٠ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ١١}، وَمَا فِي هَذِهِ الآيَةِ الْعَظِيمَةِ، مِنْ تَعْظِيمِ قُبْحِ النَّمِيمَةِ ..
  وَقَوْلُهُ جَل شَأْنُهُ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١}.
  عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١}، قَالَ: «هُوَ الْمَشَّاءُ لِلنَّمِيمَةِ، وَالْمُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ، الْمُغْرِي بَيْنَ الإِخْوَانِ».