رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الصدق:

صفحة 227 - الجزء 1

الصِّدْقُ:

  وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: بِالصِّدْقِ، فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، فِي الْعَلاَنِيَةِ وَالسِّرِّ، وَاِتَّخِذْهُ ذُخْرًا لِيَوْمٍ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ.

  وَلَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالصِّدْقِ، وَأَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الصَّادِقِينَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ١١٩}.

  فَالصِّدْقُ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ أُسُّ الْفَضَائِلِ، كَمَا أَنَّ الْكَذِبَ وَالنِّفَاقَ أُسُّ الرَّذَائِلِ.

  وَالصِّدْقُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ، وَحِلْيَةُ اللِّسَانِ، وَزَيْنُ الإِنْسَانِ، وَتُرْجُمَانُ الشَّرَفِ، وَعُنْوَانُ الْفَصْلِ، وَالسَّعَادَةِ، وَعُنْوَانُ الْكَرَمِ، وَكَنْزُ السُّؤْدُدِ وَكَبْتُ الْحَسَدِ.

  وَبِالصِّدْقِ: يُوَقَّرُ الصَّغِيرُ، وَبِالْكَذِبِ يُحَقَّرُ الْكَبِيرُ.

  وَالصِّدْقُ: دِعَامَةُ الْفَضَائِلِ، وَعُنْوَانُ الرَّقِّيُّ، وَدَلِيلُ الْكَمَالِ، وَمَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ السُّلُوكِ الإِنْسَانِيُّ النَّظِيفُ ...

  فَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ، تَنْجُو مَعَ النَّاجِينَ غَداً، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِيْنَةٌ، وَالكَذِبَ رِيْبَةٌ.