رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الصدق:

صفحة 228 - الجزء 1

  كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ #: فِي الأَمَالِي: عَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ».

  قَوْلُهُ: «مَا يَرِيبُكَ»، هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّهَا: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ، اتْرُكْ مَا تَشُكُّ فِيهِ مِنَ الشُّبِهَاتِ، وَاعْدِل إِلَى مَا لاَ تَشُكُّ فِيهِ مِنَ الْحَلاَلِ الْبَيِّنِ، لأَنَّ مَنِ اتَّقَى الشُّبِهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ...

  قَوْلُهُ: «فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ»، أَيْ: إِنَّ الصِّدْقَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَيَسْكُنُ.

  وَقَوْلُهُ: «وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ»، بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَحَقِيقَتُهَا قَلَقُ النَّفْسِ وَاضْطِرَابِهَا، فَإِنَّ كَوْنَ الأَمْرِ مَشْكُوكًا فِيهِ مِمَّا يَقْلَقُ لَهُ النَّفْسُ وَكَوْنَهُ صَحِيحًا صَادِقًا مِمَّا تَطْمَئِنُّ لَهُ.

  وَالصِّدْقُ: فَضِيلَةٌ، وَطُمَأْنِينَة، وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ فِي كُلِّ أَحْوَالِكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ.

  كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ #: فِي الأَمَالِي: عَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ