رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الصدق:

صفحة 229 - الجزء 1

  بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً».

  وَالْبِرُّ: بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ، أَصْلُهُ التَّوَسُّعُ فِي فِعْلِ الْخَيْرَاتِ، وَهُوَ اسْمٌ جَامِعٌ لِلْخَيْرَاتِ كُلِّهَا، وَيُطْلَقُ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ.

  وَفِي الْحَدِيثِ إشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَنْ تَحَرَّى الصِّدْقَ فِي أَقْوَالِهِ صَارَ لَهُ سَجِيَّةً.

  فَالصِّدْقُ: مُسْتَلْزِمٌ لِلْبِرِّ، كَمَا أَنَّ الْكَذِبَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْفُجُورِ.

  وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى عَظَمَةِ شَأْنِ الصِّدْقِ، وَأَنَّهُ يَنْتَهِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مَا لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ الصَّدُوقَ مَقْبُولُ الْحَدِيثِ عِنْدَ النَّاسِ، مَقْبُولُ الشَّهَادَةِ عِنْدَ الْحُكَّامِ، مَحْبُوبٌ مَرْغُوبٌ فِي أَحَادِيثِهِ ...

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷: أَنَّهُ قَالَ: «تَحَرَّوْا الصِّدْقَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ، فَإِنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، وَتَجَنَّبُوا الْكَذِبَ وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنَّ فِيهِ النَّجَاةَ، فَإِنَّ فِيهِ الْهَلَكَةَ».

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ الصِّدْقَ مِنَ الإِيمَانِ، وَأَنَّ الصِّدْقَ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُوصِلُ إِلَى الْجَنَّةِ ..