الصدق:
  فَالصِّدْقُ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ، كَمَا أَنَّ الْكَذِبَ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.
  وَلِهَذَا كَانَ أَصْلُ أَعْمَالِ القُلُوبِ كُلِّهَا الصِّدْقَ، وَأَضْدَادُهَا مِنَ الرِّيَاءِ، وَالْعُجْبِ، وَالْكِبُرِ، وَالْفَخْرِ، والْخُيَلاِءِ، وَالْبَطَرِ، وَالأَشَر وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَل، وَالْجُبْنِ، وَالْمَهَانَةِ، وَغَيْرِهَا أَصْلُهَا الْكَذِبُ، فَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ ظَاهِرٌ أَوْ بَاطِنٌ فَمَنْشَؤُهُ الصِّدْقُ، وَكُلُّ عَمَلٍ فَاسِدٍ ظَاهِرٍ أَوْ بَاطِنٍ فَمَنْشَؤُوهُ الْكَذِبُ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُعَاقِبُ الْكَذَّابَ بَأَنْ يُقْعِدَهُ وَيُثَبِّطَهُ عَنْ مَصَالِحِهِ وَمَنَافِعِهِ، وَيُثِيبُ الصَّادِقَ بَأَنْ يُوَفِّقَهُ لِلْقِيَامِ بِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ.
  فَمَا اسْتُجْلِبَتْ مَصَالِحُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمِثْلِ الصِّدْقِ، وَلاَ مَفَاسِدُهُمَا وَمَضَارُّهُمَا بِمِثْلِ الكَذِبْ .....