رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكذب:

صفحة 236 - الجزء 1

  وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ الْمَلَكُ مِيلاً مِنْ نَتْنِ مَا جَاءَ بِهِ».

  وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى قُبْحِ الْكَذِبِ، وَأَنَّ الْكَذِبَ يُؤْذِي الْمَلاَئِكَةَ حَتَّى أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَبَاعَدُ عَنْهُ مِنْ نَتْنِ رَائِحَةِ الْكَذِبِ الْكَرِيهَةِ ..

  وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ النَّبِيَّ ÷ قَالَ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ خُلَّةٍ غَيْرِ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ».

  وَاعْلَمْ: يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْكَذِبَ لاَ يَصْلُحُ مِنْهُ جِدٌّ وَلاَ هَزْلٌ، وَأَنَّ الْكَذِبَ نَهَاكَ اللَّهُ عَنْهُ.

  وَقَالَ: الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمُ #:

  «فَمِمَّا نَهَاكَ اللَّهُ عَنْهُ وَزَجَرَ: الْكَذِبَ فِي الْقَوْلِ وَالشَّهَادَةِ وَالْخَبَرِ فَلاَ تَقُولُ يَا بُنَيَّ: زُوراً، وَلاَ كَذِبًا، وَلاَ تُخْبِرُ خَبَرًا بَاطِلاً، فَإِنَّ اللَّهَ يَمْقُتُ الْبَاطِلَ، وَالْكَذِبَ وَقَوْلَهُ، وَلاَ يُحِبُّ وَلاَ يَهْدِي أَهْلَهُ، يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ يَذْكُرُ مَا يَحِلُّ بِمَنْ كَذَبَ مِنْ سَخَطِهِ وَعِقَابِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ٢٨}، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ١٠٥}، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْكَذِبِ وَشَهَادَةِ الزُّورِ وَهُوَ يَصِفُ عِبَادَهُ النَّاجِينَ، وَيُخْبِرُ سُبْحَانَهُ وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْكَذِبِ