رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكبر:

صفحة 241 - الجزء 1

الْكِبْرُ:

  وَإِيَّاكَ يَا بُنَيَّ: وَالْكِبْرَ فَإِنَّ صَاحِبَهُ فِي مَقْتِ اللَّهِ مُتَقَلِّبٌ، وَإِلَى سَخَطِهِ مُنْقَلِبٌ.

  إِنَّ الْكِبْرَ مَرَضٌ خَطِير، وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ يَفْتِكُ بِالإِنْسَانِ، وَقَلَّ مَنْ يَسْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ كَانَ مُرَاقِبًا لِلَّهِ فِي سِرِّهِ وَجَهْرِهِ ..

  حَقِيقَةُ الْكِبْرِ:

  قَالَ الإِمَامُ عِزّ الدِّينِ #: فِي كَنْزِ الرَّشَادِ.

  الْكِبْرُ وَهُوَ: اعْتِقَادُ أَنَّ النَّفْسَ تَسْتَحِقُّ مِنَ التَّعْظِيمِ فَوْقَ مَا يَسْتَحِقُّهُ غَيْرُهَا، اعْتِقَادًا مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، فَيَخْرُجُ اعْتِقَادُ الأَنْبِيَاءِ وَالْمَلاَئِكَةِ لِذَلِكَ فِي حَقِّهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِكِبْرٍ.

  وَالْكِبْرُ: مِنَ الْقَبَائِحِ الْمُوبِقَةِ، لِمَا فِي الْقُرْآنِ، وَالسُّنَّةِ مِنْ تَقْبِيحِهِ وَالزَّجْرِ عَنْهُ. انْتَهَى ...

  وَاعْلَمْ: يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْكِبْرَ يَسْلُبُ الْفَضَائِلَ، وَيُكْسِبُ الرَّذَائِلَ وَأَنَّ الْكِبْرَ يُكْسِبُ الْمَقْتَ، وَيُلْهِي عَنِ التَّأَلُّفِ، وَيُوغِرُ صُدُورَ الإِخْوَانِ، وَحَسْبُك بِذَلِكَ سُوءًا عَنِ اسْتِقْصَاءِ ذَمِّهِ.