رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكبر:

صفحة 242 - الجزء 1

  ثُمَّ اعْلَمْ: أَنَّ الْكِبْرَ مِنَ الأَمْرَاضِ الْمُهْلِكَاتِ، وَآفَتُهُ عَظِيمَةٌ وَمَعْصِيَةٌ جَسِيمَةٌ، وَغَائِلَتُهُ هَائِلَةٌ، وَكَيْفَ لاَ تَعْظُمُ آفَتُهُ وَقَدْ قَالَ ÷: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».

  وَقَدْ ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى الْكِبْرَ فِي أَكْثَرَ مِنْ مَوْضِعٍ فِي كِتَابِهِ العَزِيزِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ٢٣} وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}، أَيْ صَاغِرِينَ.

  وَقَدْ تَوَعَّدَ اللَّهُ الْمُتَكَبِّرِينَ بِأَشَدِّ الْعَذَابِ يَوْم الْقِيَامَةِ.

  قَالَ تَعَالَى: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، أَيْ: تُجْزُونَ عَذَابَ الْهُونِ بِسَبَبِ كَوْنِكُمْ مُسْتَكْبِرِينَ فِي الأَرْضِ، وَكَوْنِكُمْ فَاسِقِينَ.

  وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ الْكَرِيمَةُ مِنْ كَوْنِ الاسْتِكْبَارِ فِي الأَرْضِ وَالْفِسْقِ مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْهُونِ، وَهُوَ عَذَابُ النَّارِ - جَاءَ مُوَضَّحًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ٦٠}، أَيْ: لَيْسَتْ جَهَنَّمُ كَافِيةً سِجْناً وَمَوْئِلاً