الكبر:
  وَوَعَظَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بَعْضَ الأُمَرَاءِ: فَقَالَ: «إِيَّاكَ وَالْكِبْرَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} الآيَةَ».
  وَقَالَ الإِمَامُ الْقَاسِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ #:
  «يَا عَجَباً مِمَّنْ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ نُطْفَةٍ، وَرَزَقَهُ مِنْ غَيْرِ كُلْفَةٍ، كَيْفَ لاَ يَلْزَمُ التَّوَاضُعَ وَالْعِفَّةَ.؟
  وَعَجَبًا مِمَّنْ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ! كَيْفَ يَغْتَرُّ بِمَالٍ وَبَنِينَ.؟
  وَعَجَبًا مِمَّنْ أصله مِنَ التُّرَابِ وَالطِّينِ! كَيْفَ لاَ يَتَوَاضَعُ، لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ».؟
  فَكَيْفَ يَتَكَبَّرُ مَنْ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، وَلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ.
  كَيْفَ يَتِيهُ وَيَتَكَبَّرُ مَنْ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ، وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ يَحْمِلُ الْعَذِرَةَ.
  وَكَيْفَ وَيَتَكَبَّرُ مَنْ قَدْ خَرَجَ مِنْ مَخْرَجِ الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ ..
  وَلَوْ تَصَوَّرَ الْمُعْجَبُ الْمُتَكَبِّرُ مَا فُطِرَ عَلَيْهِ مِنْ جِبِلَّةٍ، وَبُلِيَ بِهِ مِنْ مِهْنَةٍ، لَخَفَضَ جَنَاحَ نَفْسِهِ، وَاسْتَبْدَلَ لِينًا مِنْ عُتُوِّهِ، وَسُكُوتًا مِنْ نُفُورِهِ.