رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكبر:

صفحة 256 - الجزء 1

  قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:

  يَا مُظْهِرَ الْكِبْرِ إعْجَابًا بِصُورَتِهِ ... أَبْصِرْ خَلاَكَ فَإِنَّ النَّتْنَ تَثْرِيبُ

  لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ فِيمَا فِي بُطُونِهِمْ ... مَا اسْتَشْعَرَ الْكِبْرَ شُبَّانٌ وَلاَ شِيبُ

  هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ الرَّأْسِ مَكْرُمَةً ... وَهُوَ بِخَمْسٍ مِنَ الأَقْذَارِ مَضْرُوبُ

  أَنْفٌ يَسِيلُ وَأُذْنٌ رِيحُهَا سَهِكٌ ... وَالْعَيْنُ مُرْفَضَّةٌ وَالثَّغْرُ مَلْعُوبُ

  يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ غَدًا ... أَقْصِرْ فَإِنَّك مَأْكُولٌ وَمَشْرُوبُ

  وَقَالَ آخَرُ:

  عَجِبْتُ مِنْ مُعْجَبٍ بِصُورَتِهِ ... وَكَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً مَذِرَةْ

  وَفِي غَدٍ بَعْدَ حُسْنِ صُورَتِهِ ... يَصِيرُ فِي اللَّحْدِ جِيفَةً قَذِرَةْ

  وَهُوَ عَلَى تِيهِهِ وَنَخْوَتِهِ ... مَا بَيْنَ ثَوْبَيْهِ يَحْمِلُ الْعَذِرَة

  وَبِالْجُمْلَةِ: فَإِنَّ الْكِبْرَ عَلَى كُلِّ حَالٍ مَذْمُومٌ، وَصَاحِبهُ فِي الدُّنْيَا مُنْتَقَصٌ مَلُومٌ، وَفِي الآخِرَةِ لِلْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ مَحْرُومٌ ....