رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العجب

صفحة 257 - الجزء 1

الْعُجْبُ

  وَإِيَّاكَ يَا بُنَيَّ: وَالْعُجْبُ فَإِنَّ الْعُجْبَ مِنْ مُحْبِطَاتِ الأَعْمَالِ، وَإِنَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ لاَ يُرْفَعُ وَفِيهِ عُجْبٌ.

  وَالْعُجْبُ آفَةٌ مِنَ الآفَاتِ الْمُهْلِكَةِ لأَهْلِهِ، وَمَنْ أُعْجِبَ بِعَمَلِهِ أُحْبِطَ أَجْرُهُ.

  كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْعُجْبَ لَيَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».

  وَكَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَمِدَ نَفْسَهُ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ، فَقَدْ قَلَّ شُكْرُهُ، وَحَبِطَ عَمَلُهُ».

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «شِرَارُ أُمَّتِي الْمُعْجَبُ بِدِينِهِ، الْمُرَائِي بِعَمَلِهِ، الْمُخَاصِمُ بِحُجَّتِهِ، وَالرِّيَاءُ شِرْكٌ».

  وَالْعُجْبُ فِي اللُّغَةِ هُوَ: الزُّهُوُّ، يُقَال رَجُل مُعْجَبٌ: يَعْنِي مَزْهُوٌّ بِمَا يَكُونُ مِنْهُ حَسَنًا أَوْ قَبِيحًا ....

  وَأَصْل الْعُجْبِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ: هُوَ حَمْدُ النَّفْسِ، وَنِسْيَانُ النِّعْمَةِ وَهُوَ نَظَرُ الْعَبْدِ إِلَى نَفْسِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَيَنْسَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، فَيَحْسُنُ حَال نَفْسِهِ عِنْدَهُ، وَيَقِل شُكْرُهُ