العجب
  وَيَنْسُبُ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا هُوَ مِنْ غَيْرِهَا، وَهِيَ مَطْبُوعَةٌ عَلَى خِلاَفِهِ فَإِنْ غَفَلَ هَلَكَ، وَاسْتُدْرِجَ، وَكَانَ مُعْجَبًا بِعِبَادَتِهِ، مُزْرِيًا عَلَى مَنْ لَمْ يَعْمَلْ عَمَلَهُ قَدْ عَمِيَ عَنْ عُيُوبِ نَفْسِهِ، فَيَكُونُ مُسْتَكْثِرًا لِعَمَلِهِ مَسْرُورًا بِهِ، رَاضِيًا عَنْ نَفْسِهِ، فَرِحًا بِهَا، يَسْعَى فِي هَوَاهَا غَضَبُهُ لَهَا، وَرِضَاهُ لَهَا، وَلاَ يَخْلُو الْمُعْجَبُ بِعَمَلِهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا لأَنَّهُمَا قَرِينَانِ لاَ يَفْتَرِقَانِ، وَلاَ يَكُونُ الْمُعْجَبُ مَحْزُونًا، وَلاَ خَائِفًا أَبَدًا، لأَنَّ الْعُجْبَ يَنْفِي الْخَوْفَ.
  إِنَّ الْعُجْبَ يَدْعُو إِلَى نِسْيَانِ الذُّنُوبِ، وَإِهْمَالِهَا، أَوِ اسْتِصْغَارِهَا.
  وَالْمُعْجَبُ مُغْتَرٌّ بِنَفْسِهِ وَبِرَأْيِهِ، فَأَمِنَ مَكْرَهُ وَعِقَابَهُ، وَعَدَّ أَنَّ لَهُ عَلَى اللَّهِ حَقًّا بِعَمَلِهِ، فَزَكَّى نَفْسَهُ، وَأُعْجِبَ بِرَأْيِهِ، وَعَقْلِهِ، وَعِلْمِهِ حَتَّى اسْتَبَدَّ بِذَلِكَ، وَلَمْ تَطْمَئِنَّ نَفْسُهُ أَنْ يَرْجِعَ لِغَيْرِهِ فِي عِلْمٍ وَلاَ عَمَلٍ، وَيَسْتَنْكِفُ مِنْ سُؤَالِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ، فَلاَ يَسْمَعُ نُصْحَ نَاصِحٍ، وَلاَ وَعْظَ وَاعِظٍ، بَلْ يَنْظُرُ إِلَى غَيْرِهِ بِعَيْنِ الاسْتِجْهَالِ وَالاحْتِقَارِ ..
  وَاعْلَمْ: يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْعُجْبَ مَذْمُومٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ÷، قَالَ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ