رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العجب

صفحة 259 - الجزء 1

  أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا}، ذُكِرَ ذَلِكَ فِي مَعْرِضِ الإِنْكَارِ، وَقَالَ ø: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}، فَرَدَّ عَلَى الْكُفَّارِ فِي إِعْجَابِهِمْ بِحُصُونِهِمْ وَشَوْكَتِهِمْ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}.

  وَهَذَا أَيْضًا: يَرْجِعُ إِلَى الْعُجْبِ بِالْعَمَلِ، وَقَدْ يُعْجَبُ الإِنْسَانُ بِعَمَلٍ هُوَ مُخْطِئٌ فِيهِ، كَمَا يُعْجَبُ بِعَمَلٍ هُوَ مُصِيبٌ فِيهِ.

  وَأَخَرَجَ الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ #: فِي أَمَالِيهِ: عَنْ عَلِيٍّ $: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «ثَلاَثٌ مُنْجِيَاتٌ وَثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ».

  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُنْجِيَاتُ؟

  قَالَ: «خَوْفُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيةِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ، وَالعَدْلُ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ، وَالْقِسْطُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ».

  قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْمُهْلِكَاتِ؟

  قَالَ: «هَوًى مُتَّبَعٌ، وَشُحٌّ مُطَاعٌ، وَإعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ».

  وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ فِقْهاً إِذَا عبَدَ اللَّهَ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً إِذَا أَعْجِبَ بِرَأْيِهِ» ..