رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العجب

صفحة 261 - الجزء 1

  أَيْ: لاَ تَعْتَقِدُوا أَنَّهَا بَارَّةٌ، وَقَالَ تَعَالَى: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}، وَالْمَنُّ نَتِيجَةُ اسْتِعْظَامِ الصَّدَقَةِ، وَاسْتِعْظَامُ الْعَمَلِ هُوَ الْعُجْبُ.

  وَقَالَ الإِمَامُ عِزُّ الدِّينِ بْن الْحَسَنِ # فِي كَنْز الرَّشَادِ:

  «وَالْعُجْبُ هُوَ: مَسَرَّةٌ بِحُصُولِ أَمْرٍ، يَصْحَبِهَا تَطَاوُلٌ لأَجْلِهِ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ مِثْلُهُ، بِقَوْلٍ، أَوْ فِعْلٍ، أَوْ تَرْكٍ، أَوِ اعْتِقَادٍ، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِتَحْرِيمِهِ، وَانْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى حَظْرِهِ.

  وَقِيلَ: فِيهِ إنَّهُ مِنْ مُحْبِطَاتِ الطَّاعَاتِ.

  وَكَفَى فِي تَفْضِيعِ شَأْنِهِ، تَوْبِيخ اللَّه جُنْد الْحَقِّ عَلَى الإِعْجَابِ بِمَا هُوَ حَاصِلٌ لَهُمْ، مِنْ كَثْرَتِهِمْ.

  حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} ... [التوبة ٢٥]: الآيَة.

  وَبِقَوْلِهِ ÷: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ⁣(⁣١) تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ⁣(⁣٢) رَأْسَهُ، يَخْتَالُ⁣(⁣٣) فِي مِشْيَتِهِ، إِذْ


(١) (الْحُلَّةُ): بِالضَّمِّ لاَ تَكُونُ إِلاَّ ثَوْبَيْنِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، وَالْجَمْعُ حُلَلٌ، مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. الْمِصْبَاح الْمُنِيرِ كتاب الحاء ...

(٢) (التَّرَجُّلُ، وَالتَّرْجِيْلُ): تَسْرِيحُ الشَّعْرِ، وَتَنْظِيفُهُ، وَتَحْسِينُهُ. النِّهَايَة - بَابُ الراء مع الجيم ..

(٣) (الْخُيَلاَءُ، وَالْخِيَلاَءُ): بِالضَّمِّ والكسر - الْكِبْرُ، والعُجْبُ. يُقَالُ: اخْتَالَ فَهُوَ مُخْتَالٌ. وَفِيهِ خُيَلاَءَ ومَخِيلة: أي كِبْر. النِّهَايَة - بَابُ الخاء مع الراء ..