رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

تنبيه

صفحة 264 - الجزء 1

  هَذَا يَظْهَرُ لَكَ سِرُّ الْحَدِيثِ، وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْكُنُوزِ، وَاللَّه أَعْلَمُ ...

  وَقَال الشِّيرَازِيُّ: «اعْلَمْ أَنَّ الْعُجْبَ وَصْفٌ رَدِيءٌ، يَسْلُبُ الْفَضَائِلَ، وَيَجْلُبُ الرَّذَائِلَ، وَيُوجِبُ الْمَقْتَ، وَيُخْفِي الْمَحَاسِنَ وَيُشْهِرُ الْمَسَاوِئَ، وَيُفْضِي إِلَى الْمَهَالِكِ».

  قَالَ أَبُو وَهْبٍ المَرْوَزِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: مَا الْكِبْرُ.؟

  قَالَ: «أَنْ تَزْدَرِيَ النَّاسَ».

  فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْعُجْبِ.؟

  قَالَ: «أَنْ تَرَى أَنَّ عِنْدَكَ شَيْئاً لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِكَ».

  قَالَ: «وَلاَ أَعْلَمُ فِي الْمُصَلِّينَ شَيْئًا شَرًّا مِنَ الْعُجْبِ».

  وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَاوَرْدِيُّ: «وَأَمَّا الإِعْجَابُ فَيُخْفِي الْمَحَاسِنَ وَيُظْهِرُ الْمَسَاوِئَ، وَيُكْسِبُ الْمَذَامَّ، وَيَصُدُّ عَنِ الْفَضَائِلِ.

  وَلَيْسَ إِلَى مَا يُكْسِبُهُ الْكِبْرُ مِنَ الْمَقْتِ حَدٌّ، وَلاَ إِلَى مَا يَنْتَهِي إلَيْهِ الْعُجْبُ مِنَ الْجَهْلِ غَايَةٌ، حَتَّى إنَّهُ لَيُطْفِئَ مِنَ الْمَحَاسِنِ مَا انْتَشَرَ وَيَسْلُبَ مِنَ الْفَضَائِلِ مَا اشْتَهَرَ.

  وَنَاهِيَك بِسَيِّئَةٍ تُحْبِطُ كُلَّ حَسَنَةٍ، وَبِمَذَمَّةِ تَهْدِمُ كُلَّ فَضِيلَةٍ، مَعَ مَا يُثِيرُهُ مِنْ حَنَقٍ، وَيُكْسِبُهُ مِنْ حِقْدٍ» ..