حقيقة الرياء
  فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ÷ حَتَّى نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}[الكهف ١١٠]:(١)» ..
  وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ مُصَرِّحٌ بِتَحْرِيمِهِ، وَتَوْبِيخُ صَاحِبِهِ، وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ، وَالأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ وَاسِعَةٌ، كَقَوْلِهِ ÷: «مَنْ سَمَّعَ(٢) سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ(٣)» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ...
(١) أَخَرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ رقم (٢٤٨١)، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ رقم (٦٥٨٨)، وَالْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ رقم (٢٠٧٨)، وغيرهم ...
(٢) «سَمَّعَ»: بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَمَعْنَاهُ: أَظْهَرَ عَمَلُهُ لِلنَّاسِ رِيَاءً. «سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ»، أيْ: فَضَحَهُ يَومَ القِيَامَةِ. وَمَعْنَى: «مَنْ رَاءَى» أيْ: مَنْ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ العَمَلَ الصَّالِحَ لِيَعْظُمَ عِنْدَهُمْ. «رَاءَى اللَّهُ بِهِ»، أيْ: أَظْهَرَ سَرِيرَتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِق. تمت من رِيَاضِ الصَّالِحِينَ ص (٤٤٩) ...
(٣) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ رقم (٦٤٩٩)، وَمُسْلِمٌ رقم (٧٦٦٧)، وَالْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ رقم (٤١٣٤)، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، كَمَا هُوَ فِي رِيَاضِ الصَّالِحِينَ ص (٤٤٩)، وَقَالَ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. =
=وَأَخْرَجَ السُّيُوطِيُّ فِي جَامِعِهِ رقم (٢٢٤٩٢)، مَا لَفْظُهُ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ»، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جُنْدُبٍ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَقَالَ: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَخَرَجَهُ مُسْلِمٌ (٤/ ٢٢٨٩، رقم ٢٩٨٦). وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: النسائي فِي الْكُبْرَى (٦/ ٥٢٢، رقم ١١٧٠٠).
حَدِيثُ جُنْدُبٍ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (٤/ ٢٢٨٩، رقم ٢٩٨٧)، وَابْنُ مَاجَةَ (٢/ ١٤٠٧، رقم ٤٢٠٧). وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا: الْبُخَارِيُّ (٥/ ٢٣٨٣، رقم ٦١٣٤)، وَأَبُو يَعْلَى (٣/ ٩٣، رقم ١٥٢٤)، وَالطَّبَرَانِيُّ (٢/ ١٧١، رقم ١٧٠٠).
حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ: أَخَرَجَهُ أَحْمَدُ (٥/ ٤٥، رقم ٢٠٤٧٤)، قَالَ الْهَيْثَمِيُّ (١٠/ ٢٢٢): رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَأَسَانِيدُهُمْ حَسَنَةٌ ..