حقيقة الرياء
  قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ تُحِبُّ أَنْ أُنْفِقَ فِيهِ إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ.
  قَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَوَادٌ: فَقَدْ قِيلَ.
  فَأُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ».
  وَهَذَا الْحَدِيثُ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَحَدِيثٌ تَنْخَلِعُ مِنْهُ الْقُلُوبُ، وَتَقْشَعِرُّ مِنهُ الْجُلُودُ.
  شَهِيدٌ.
  وَعَالِمٌ.
  وَقَارِئٌ لِلْقُرْآنِ.
  وَمُنْفِقٌ سَخِيٌّ، هُمْ أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!
  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ لَمْ تَكُنْ خَالِصَةً لِلَّهِ ø.
  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَتَقَبَّلُ العَمَلَ مِنَ العَبْدِ إلاَّ إِذَا كَانَ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، سَالِمًا مِنْ شَوْبِ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ ..
  نَعَمْ يَا بُنَيَّ: فَكَمْ مِنْ أَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ يَتْعَبُ الإِنْسَانُ فِيهَا، وَيَكُونُ فِيهَا مَغْرُورًا، يَظُنُّ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ، وَهِيَ مَرْدُودَةٌ، لأَنَّهَا غَيْرُ خَالِصَةٍ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَلأَنَّهُ لاَ يَرَى وَجْهَ آفَةِ الرِّيَاءِ، فَدَقَائِقُ الرِّيَاءِ قَلَّمَا يَسْلَمُ