رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الإخلاص لله تعالى:

صفحة 277 - الجزء 1

  فَالإِخْلاَصُ: هُوَ تَصْفِيَةُ الإِنْسَان عَمَلَهُ بِصَالِحِ النِّيَّةِ عَنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَصْدُرَ مِنْهُ جَمِيعَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ خَالِصَة لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، وَطَلَبِ ثَوَابِهِ، وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ، وَهَرَبًا مِنْ أَلِيمِ عِقَابِهِ، لَيْسَ فِيهَا شَائِبَةُ رِيَاءٍ، أَوْ سُمْعَةٍ، أَوْ قَصْدِ نَفْعٍ، أَوْ غَرَضٍ شَخْصِيٍّ، أَوْ شَهْوَةٍ ظَاهِرَةٍ، أَوْ خَفِيَّةٍ.

  وَالإِخْلاَصُ: هُوَ رَأْسُ الأَمْرِ وَعَمُودُهُ، وَأَسَاسُهُ، وَهُوَ رُوحُ الأَعْمَالِ، وَسِرّ قَبُولِهَا، وَبِهِ يَكُونُ عَوْن اللَّهِ وَتَوْفِيقهُ لِلْعَبْدِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ ø: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}.

  أَيْ: مَنِ اتَّقَاهُ فِي ذَلِكَ الْعَمَلِ، بِأَنْ يَكُونَ عَمَلاً صَالِحًا خَالِصًا لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى ...

  كَمَا رُوِيَ عَنِ الإِمَامِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ #: «كُونُوا لِقَبُولِ الْعَمَلِ أَشَدَّ اهْتِمَامًا مِنْكُمْ بِالْعَمَلِ، فَإِنَّهُ لَنْ يُقْبَلَ عَمَلٌ إِلاَّ مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ عَمَلٌ يُتَقَبَّلُ».؟

  وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.