رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الإخلاص لله تعالى:

صفحة 282 - الجزء 1

  خُلُوِّنَا مِنَ الإِخْلاَصِ، فَالْقَلْبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ خَالِصًا لِلَّهِ، مُتَوَجِّهًا إِلَيْهِ، تَمَلَّكَهُ الشَّيْطَانُ وَاسْتحوذَ عَلَيْهِ ..

  فَالإِخْلاصُ: هُوَ السَّبَبُ الْمُبَاشِرُ فِي الاسْتِثْنَاءِ، وَلإِخْلاصُ لِلَّهِ وَحْدَهُ دُونَ إِشْرَاكِ أَيِّ شَيْءٍ مَهْمَا كَانَ ضَئِيلاً مَعَهُ مِنْ هَوًى وَنَفْسٍ، وَزَوْجٍ وَوَلَدٍ وَمَالٍ، أَوْ جَاهٍ، أَوْ ثَنَاءٍ، أَوْ شُهْرَةٍ، أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ حُظُوظِ الدُّنْيَا.

  هَذَا الإِخْلاَصُ هُوَ الزَّادُ الْمُفِيدُ لِذَلِكَ السَّفَرِ وَهُوَ الدِّرْعُ الْوَاقِي لِهَجَمَاتِ إبْلِيسَ.

  فَأَيْنَ الْمُخْلِصُونَ؟ قَلَّ عَدَدُهُمْ وَضَعُفَتْ هِمَمُهُمْ وَتَلاَشَتْ عِدَّتُهُمْ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُكْثِرْهُمْ وأن يُقَوِّيَ عَزْمَهُمْ وَيَشُدُّ أَزْرَهُمْ حَتَّى يَرُدُّوا الأُمَّة بِعَوْنِهِ وَتَوْفِيقِهِ إِلَى جَادَّةِ الطَّرِيْقِ ...

  فَكُنْ يَا بُنَيَّ: مِنَ الْمُخْلِصِينَ، فَإِنَّهُمْ فِي كَنَفِ اللَّهِ وَحِفْظِهِ وَرِعَايَتِهِ، وَتَوْفِيقِهِ، وَعِصْمَتِهِ، قَدْ نَجَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ، وَمَصَائِدِهِ، وَحَبَائِلِهِ الَّتِي يُفْتَتَنُ بِهَا النَّاسُ ...

  فَيَا خَيْبَةَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ لِلَّهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ، وَظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ.

  فَاللَّهَ اللَّهَ: فِي الإِخْلاَصِ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ رُوحُ الْعَمَلِ وَسَبَبُ قِوَامِهِ.