الإخلاص لله تعالى:
  فَطُوبَى: لِمَنْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلَّهِ تَعَالَى فِي إِرْشَادِهِ، وَأَخْلَصَ عِلْمَهُ وَعَمَلَهُ، وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ، وَأَخْذَهُ وَتَرْكَهُ، وَكَلاَمَهُ وَصَمْتَهُ، وَقَوْلَهُ وَفِعْلَهُ ..
  وَطُوبَى: لِمَنْ طَهَّرَ قَلْبَهُ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالسُّمْعَةِ، وَالْعُجْبِ، وَالْمُبَاهَاةِ وَالْفَخْرِ، وَالْكِبْرِ، وَطَلَبِ الذِّكْرِ، وَالشُّهْرَةِ، وَالظُّهُورِ، وَسَائِرِ الْمُهْلِكَاتِ.
  فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ لِلَّهِ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ لِلَّهِ، وَإِنْ نَظَرَ نَظَرَ لِلَّهِ وَإِنْ غَضَّ طَرْفَهُ غَضَّهُ لِلَّهِ، وَإِنْ بَطَشَ بَطَشَ لِلَّهِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ، فَكُلُّ حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللَّهِ ø، لاَ يُرِيدُ بِهَا تَعْظِيمًا مِنَ النَّاسِ، وَلاَ تَوْقِيرًا، وَلاَ ثَنَاءً مِنَ النَّاسِ، وَلاَ جَلْبَ نَفْعٍ، وَلاَ دَفْعَ ضَرَرٍ، لاَ يُرِيدُ بِهَا جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً، وَلاَ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا، لاَ يَبْتَغِي بِكُلِّ ذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ..
  فَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى: لِلْمُخْلِصِينَ الَّذِينَ أَخْلَصُوا أَعْمَالَهُمْ مِنْ شَوَائِبِ الأَقْذَارِ، وَمَحَّضُوا عِبَادَتَهُمْ لِلْمَلِكِ الْغَفَّارِ، فَهُمُ الْوَاصِلُونَ لِلْحَبْلِ وَالْبَاذِلُونَ لِلْفَضْلِ، وَالْحَاكِمُونَ بِالْعَدْلِ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ ...