طلب الحلال:
  يَا بُنَيَّ: لَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يُنْفِقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَبَوَيْهِ وَزَوْجَتِهِ، وَالأَوْلاَدِ الصِّغَارِ، وَالأَهْلِ، وَالأَقَارِبِ ...
  فَالنَّفَقَةُ عَلَى نَفْسِكَ، وَاجِبَةٌ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى وَالِدَيْكَ وَاجِبَةٌ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَاجِبَةٌ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى أَوْلاَدِكَ وَاجِبَةٌ، وَالنَّفَقَةُ عَلَى أَهْلِكَ، وَأَقَارِبِكَ، وَأَرْحَامِكَ، وَجَمِيعِ مَنْ تَلْزَمُكَ نَفَقَتُهُمْ وَاجِبَةٌ بِقَدْرِ الْكِفَايَةِ ...
  وَمِثْل هَذِهِ الْوَاجِبَاتِ، لاَ يُمْكِنْهُ تَأْدِيَتُهَا، وَلاَ تَبْرَأُ ذِمَّتُهُ، وَلاَ يَحْصُلُ لَهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِتَحْصِيلِ الْمَالِ الْحَلاَلِ الطَّيِّبِ بِالْكَسْبِ، وَمَا يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى أَدَاءِ الْوَاجِبِ يَكُونُ وَاجِبًا ....
  وَمَنْ لاَ يُحِبُّ أَدَاءَ مِثْلِ هَذَا الْوَاجِبِ الْعَظِيمِ، الَّذِي لاَ يَقُومُ الدِّينُ إِلاَّ بِهِ فَلاَ خَيْرَ فِيهِ.
  وَلِذَلِكَ أَوْجَبَ النَّبِيُّ ÷: السَّعْيَ وَالْعَمَلَ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ الْحَلاَلِ، لأَنَّ طَلَبَ الْحَلاَلِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ...
  فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «طَلَبُ الْحَلاَلِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ».