رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب الحلال:

صفحة 307 - الجزء 1

  الْبَطَالَةِ الْمُؤَدِّيَةِ إِلَى الْفُضُولِ، لأَنَّ فِي الْكَسْبِ كَسْرُ النَّفْسِ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ ذُلِّ السُّؤَالِ.

  وَالَّذِي يَشْتَغِل بِالْعِبَادَةِ إِنَّمَا يَنْفَعُ نَفْسَهُ، لأَنَّهُ بِفِعْلِهِ يُحَصِّل النَّجَاةَ لِنَفْسِهِ، وَالثَّوَابَ لِجِسْمِهِ، وَمَا كَانَ نَفْعُهُ أَعَمَّ فَهُوَ أَفْضَلُ، لِقَوْلِهِ ÷: «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» ...

  وَبِالْكَسْبِ يَتَمَكَّنُ مِنْ أَدَاءِ أَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ، كَالْجِهَادِ، وَالْحَجِّ وَالصَّدَقَةِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى الأَقَارِبِ وَفِي التَّفَرُّغِ لِلْعِبَادَةِ لاَ يَتَمَكَّنُ إِلاَّ مِنْ أَدَاءِ بَعْضِ الأَنْوَاعِ كَالصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ.

  وَمِنْهَا: أَنَّ السَّعْيَ لِكَسْبِ الْعَيْشِ، وَطَلَبِ الرِّزْقِ الْحَلاَلِ، جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَكُونُ لَهُ مِنَ الأَجْرِ كَأَجْرِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ø ...

  وَمِنْهَا: أَنَّ السَّعْيَ وَالتَّسَبُّبَ فِي تَحْصِيلِ الرِّزْقِ الْحَلاَلِ، صِيَانَةٌ لِنَفْسِهِ عَنِ الْهَوَانِ، وَيَصُون بِهِ مَاءَ وَجْهِهِ، وَوَجْهِ عِيَالِهِ، عَنِ التَّطَلُّعِ لِمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَيَقِي بِهِ عِرْضَهُ، مِنْ ذُلِّ الْفَاقَةِ، وَفِتْنَةِ الْفَقْرِ وَشِدَّةِ نِزَاعِ النَّفْسِ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ...