رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

آداب الكسب:

صفحة 309 - الجزء 1

آدَابُ الْكَسْبِ:

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ لِلتَّكَسُّبِ شُرُوطٌ:

  مِنْهَا: أَنْ يَقْصِدَ بِعَمَلِهِ وَكَسْبِهِ، وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى، وَالدَّارَ الآخِرَةِ وَأَدَاء لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الإِنْفَاقِ عَلَى النَّفْسِ، وَالْوَالِدَيْنِ وَالزَّوْجَةِ، وَالأَوْلاَدِ، مِمَّنْ وَجَبَتْ عَلَيْكَ نَفَقَتُهُ، لاَ الأَشَرُ، وَلاَ الْبَطَرُ وَلاَ التَّكَاثُرُ ....

  وَمِنْهَا: أَنْ تَتَجَنَّبَ الْحَرَامَ، وَالْوُقُوعِ فِي الشُّبِهَاتِ.

  وَمِنْهَا: تَحَرِّي الصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ.

  وَمِنْهَا: عَدَمُ الانْشِغَالِ بِالتَّكَسُّبِ مِنَ الْحَلاَلِ عَنِ الآخِرَةِ ..

  وَمِنْهَا: التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ فِي ذَلِكَ، وَالشُّكْرُ عَلَى حُصُولِ الْحَلاَلِ وَالتَّصَبُّرُ عَلَى مَتَاعِبِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَشَاقِّهَا.

  وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، وَيَعْتَقِدُ أَنَّ مَا فَاتَ أَنَّ الْمَصْلَحَةَ فِيهِ.

  وَطَلَبُ الشَّيْء مِنْ وَجْهِهِ، مَعَ حُسْنِ الْقَصْدِ، وَالاعْتِقَادِ بِأَنَّ الأَمْرَ بِيَدِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا هَذِهِ أُمُورٌ اعتيادية، يَفْعَلُ اللَّهُ عِنْدَهَا مَا يَعْلَمُ الْمَصْلَحَةَ فِيهِ، وَعَلَيْهِ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَمَعْرِفَة أَنَّهُ الْمُحْسِنُ عَلَى كُلِّ حَالٍ ...