رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الاقتصاد في الإنفاق:

صفحة 310 - الجزء 1

الاقْتِصَادُ فِي الإِنْفَاقِ:

  وَمِنْهَا: الاقْتِصَادُ فِي الْمَعِيشَةِ، وَالرِّفْقُ فِي الإِنْفَاقِ، فَعَلَيْكَ بِالاقْتِصَادِ فِي العَيْشِ، فَإِنَّ الاقْتِصَادَ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ.

  كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «الاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ» ..

  وَالاقْتِصَادُ هُوَ: التَّوَسُّطُ بَيْنَ التَّقْتِيرِ وَالتَّبْذِيرِ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ النَّفَقَةُ عَلَى قَدْرِ الْحَاجَةِ.

  وَهُوَ الْقَوَامُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ.

  وَكَمَا امْتَدَحَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا بِالاعْتِدَالِ فِي قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}.

  فَنَهَى عَنِ الإِسْرَافِ وَالتَّقْتِيرِ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ وَالتَّقْدِيرِ.

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِمُرَاعَاةِ الاقْتِصَادِ فِي النَّفَقَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ سَبِيلُ السَّعَادَةِ، قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي سُورَةِ الإِسْرَاءِ: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا