رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الاقتصاد في الإنفاق:

صفحة 323 - الجزء 1

  وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: بِالْجِدِّ وَالاِجْتِهَادِ فِي أُمُورِ دِينِكَ وَدُنْيَاكَ.

  وَاعْلَمْ: أَنَّ الرَّاحَةَ لاَ تُنَالُ بِالرَّاحَةِ، وَمَعَالِي الأُمُورِ لاَ تُنَالُ بِالرَّاحَةِ فَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ، وَمَنْ جَدَّ وَجَدَ.

  وَاسْتَعِنْ عَلَى ذَلِكَ يَا بُنَيَّ: بِالصَّبْرِ فَإِنَّهُ لَنْ تُدْرِكَ مَكْرُمَةٌ مُونِقَة، وَلاَ فَضِيلَة سَابِقَة إِلاَّ بِالصَّبْرِ، وَلَمْ يَنَلْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ عَمِيمِ الْخَيْرِ إِلاَّ بِالصَّبْرِ.

  فَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: بِالصَّبْرِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا، فَإِنَّ الصَّبْرَ يَجُرُّ إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرُّ يَجُرُّ إِلَى الْجَنَّةِ.

  وَلِهَذَا قَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #:

  «أَلاَ أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإيْمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، فَإِذَا انْقَطَعَ الرَّأْسُ بَانَ الْجَسَدُ».

  ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: «أَلاَ لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ صَبْرَ لَهُ».

  اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الإِدْلاَجِ بِالسِّحَرِ ... وَبِالرَّوَاحِ عَلَى الْحَاجَاتِ بِالْبُكَرِ

  لاَ تَعْجِزَنَّ وَلاَ يُضْجِرْكَ مَطْلَبِهَا ... فَالنُّجْحُ يَتْلَفُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالضَّجَرِ

  إِنِّي رَأَيْتُ وَفِي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ ... لِلصَّبْرِ عَاقِبَةٌ مَحْمُودَةُ الأَثَرِ

  وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ ... فَاسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فَازَ بِالظَّفَر