رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الورع:

صفحة 326 - الجزء 1

  هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ بَلْ هُوَ أَصْلُ كُلِّ عَمَلٍ.

  وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدِيثٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ أَحَدُ الأَحَادِيثِ: الَّتِي مَدَارُ الدِّينِ عَلَيْهَا ...

  وَقَدْ قِيلَ: هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُ أَمْرِ الشَّرْعِ وَقُطْبُ الأَحْكَامِ.

  وَرَوَى الإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ #: فِي الأَمَالِي: وَأَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ.

  عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَليٍّ #: مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ÷

  قَالَ: حَفِظْتُ مِنْهُ: «دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يُرِيبُكَ فَإنَّ الصِّدْقَ طَمَأْنِينَةٌ وَإنَّ الكَذِبَ رِيبَةٌ».

  وَقَوْلُهُ: «دَعْ» أَيْ: اتْرُكْ «مَا يرِيْبُكَ» أَيْ: مَا يَلْحَقُكَ بِهِ رَيْبٌ وَشَكٌّ وَقَلَقٌ إِلَى «مَا لاَ يَرِيْبُكَ» أَيْ: إِلَى شَيْءٍ لاَ يَلْحَقُكَ بِهِ رَيْبٌ ولاَ قَلَقٌ.

  وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ ومَا أَجْوَدُهُ وَأَنْفَعُهُ لِلْعَبْدِ إِذَا سَارَ عَلَيْهِ، فَالْعَبْدُ يَرِدُ عَلَيْهِ شُكُوكٌ فِي أَشْيَاءَ كَثِيْرَةٍ.