رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الورع:

صفحة 327 - الجزء 1

  فَنَقُوْلُ: دَعِ الشَّكَّ إِلَى مَا لاَ شَكَّ فِيهِ حَتَّى تَسْتَرِيحَ وَتَسْلَمَ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَلْحَقُكَ بِهِ شَكٌّ وَقَلَقٌ وَرَيْبٌ اتْرُكْهُ إِلَى أَمْرٍ لاَ يَلْحَقُكَ بِهِ رَيْبٌ.

  وَهَذَا تَوْجِيهٌ نَبَوِيٌّ عَظِيمُ الْفَائِدَةِ عَظِيمُ الْعَائِدَةِ.

  وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ فِي الْوَرَعِ، أَصْلٌ فِي تَرْكِ الْمُشْتَبِهَاتِ، أَصْلٌ فِي التَخَوُّف مِنْ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ الْحَرَامِ.

  وَبِالْجُمْلَةِ: فَهَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَلِيْلٌ، وَقَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الإِسْلاَمِ، وَأَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الشَّرِيعَةِ، عَلَيْهِ لَوَائِح أَنْوَار النُّبُوَّة سَاطِعَةٌ، وَمِشْكَاة الرِّسَالَةِ مُضِيئَةٌ، وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ ÷.

  فَالْوَرَعُ عَمُودُ الدِّينِ، كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مِلاَكُ الدِّينِ الْوَرَعُ» ..

  قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الْمِلاَكُ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ قِوَامُ الشَّيْءِ، وَنِظَامُهُ، وَمَا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِيهِ. انْتَهَى.

  وَالْوَرَعُ سَيِّدُ العَمَلِ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «خَشْيَةُ اللَّهِ رَأْسُ كُلِّ حِكْمَةٍ، وَالْوَرَعُ