رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الورع:

صفحة 328 - الجزء 1

  سَيِّدُ الْعَمَلِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَرَعٌ يَحْجِزُهُ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ø إِذَا خَلاَ بِهَا لَمْ يَعْبَأِ اللَّهُ بِسَائِرِ عَمَلِهِ شَيْئًا» ..

  وَالْوَرَعُ هُوَ الَّذِي يَحْمِي الْمُؤْمِن مِنَ الْوُقُوعِ فِي الشُّبِهَاتِ، وَيُبَاعِدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَرَامِ، وَلِذَلِكَ نَال بِهِ الْمُتَّقُونَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَارْتَفَعَتْ بِهِ مَنْزِلَتَهُمْ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَقَدْ عَدَّهُ النَّبِيُّ ÷: مِنْ أَعْلَى أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْقُرْطُبِيُّ: عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ $: قَالَ سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «أَدِّ الْفَرَائِضَ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَعَلَيْكَ بِالْقُنُوعِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ، يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاَءِ فَلاَ يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلاَ يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ يُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا».

  ثُمَّ تَلاَ النَّبِيُّ ÷: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠}».

  وَكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ # فِي أَمَالِيهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: كُنْ وَرِعاً تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعاً تَكُنْ