ترك ما لا يعنيك
تَرْكُ مَا لاَ يَعْنِيكَ
  وَإِيَّاكَ يَا بُنَيَّ: وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ، فَتَذِلَّ لِذَلِكَ.
  وَاطْلُبْ مَا يَعْنِيكَ بِتَرْكِ مَا لاَ يَعْنِيكَ، فَإِنَّ فِي تَرْكِ مَا لاَ يَعْنِيكَ دَرَكٌ لِمَا يَعْنِيكَ.
  وَإِنَّكَ بِتَرْكِ مَا لاَ يَعْنِيكَ تُدْرِكُ مَا يُغْنِيكَ.
  وَاعْلَمْ: أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا تَتَدَخَّلَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، فَإِنَّهُ إِثْمٌ كَبِيْرٌ، وَإِنَّ مَنِ تَتَدَخَّلَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ فَاتَهُ مَا يَعْنِيهِ، وَاشْتَغَلَ عَنْ أَنْفَعِ الأَشْيَاءِ لَهُ بِمَا لاَ مَنْفَعَةَ لَهُ فِيهِ.
  إِنَّ مَنْ يَخُوضُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، نَاقِصُ الْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَالْفَهْمِ وَجَاهِلٌ غَبِيٌّ تَابِعٌ لِهَوَاهُ، وَنَاقِصٌ فِي دِينِهِ وَإِيمَانِهِ، وَنَاقِصُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَنَاقِصُ الأَجْرِ وَالْفَضِيلَةِ، يُضَيِّعُ عُمْرهُ فِيمَا يَضُرُّهُ فِي دِينِهِ، وَلاَ يَنْفَعُهُ، وَلَوْ كَانَ مُؤمِناً صَادِقًا فِي إيمَانِهِ، لاشْتَغَلَ بِمَا يُصْلِحُ نَفْسَهُ وَقَلْبَهُ، وَاسْتَغْرَقَ فِي ذَلِكَ وُسْعَهُ، وَجَهْدَهُ ..
  وَإِذَا خَاضَ الإِنْسَان فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، نَقَصَ مِنْ حُسْنِ إسْلاَمِهِ فَكَانَ هَذَا عَلَيْهِ.