ترك ما لا يعنيك
  وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ ÷: فِيمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ: عَنْ عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ $: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ قَالَ: «إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكَهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ».
  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ $: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ قَالَ: «إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ قِلَّةَ الْكَلاَمِ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ».
  وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الإِسْلاَمِ، وَمِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ النَّبَوِيَّةِ.
  وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «هَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الْعَمِيمَةِ، لأَنَّهُ بَيَّنَ فِيهِ جَمِيعَ أَحْكَامَ اللِّسَانِ الَّذِي هُوَ أَكْثَرُ الْجَوَارِحِ عَمَلاً».
  قَوْلُهُ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ»، أَيْ: مِنْ جُمْلَةِ مَحَاسِنِ إِسْلاَمِ الإِنْسَانِ وَكَمَالِ إِيمَانِهِ.
  «تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ».
  قَالَ اِبْنُ رَجَبٍ فِي كِتَابِ جَامِعِ الْعُلُومِ: فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ مَا لَفْظُهُ: «مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِهِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ مِنْ قَوْلٍ، وَفِعْلٍ، وَاقْتِصَارُهُ عَلَى مَا يَعْنِيهِ، مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ.