رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 332 - الجزء 1

  وَمَعْنَى: يَعْنِيهِ أَنَّهُ يَتَعَلَّقُ عِنَايَتُهُ بِهِ، وَيَكُونُ مِنْ مَقْصِدِهِ وَمَطْلُوبِهِ.

  وَالْعِنَايَةُ شِدَّةُ الاهْتِمَامِ بِالشَّيْءِ، يُقَالُ عَنَاهُ يَعْنِيهِ: إِذَا اِهْتَمَّ بِهِ وَطَلَبَهُ، وَإِذَا حَسُنَ الإِسْلاَمُ اِقْتَضَى تَرْكَ مَا لاَ يَعْنِيهِ كُلَّهُ، مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَالْمُشْتَبِهَاتِ، وَالْمَكْرُوهَاتِ، وَفُضُولِ الْمُبَاحَاتِ الَّتِي لاَ يُحْتَاجُ إِلَيْهَا، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ لاَ يَعْنِيهِ الْمُسْلِمُ إِذَا كَمُلَ إِسْلاَمُهُ» اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا.

  قَالَ الْقَارِي: فِي مَعْنَى تَرْكِهِ مَا لاَ يَعْنِيهِ: أَيْ مَا لاَ يُهِمُّهُ، وَلاَ يَلِيقُ بِهِ قَوْلاً وَفِعْلاً، وَنَظَرًا وَفِكْرًا.

  وَقَالَ: وَحَقِيقَةُ مَا لاَ يَعْنِيهِ، مَا لاَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي ضَرُورَةِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَلاَ يَنْفَعُهُ فِي مَرْضَاةِ مَوْلاَهُ، بِأَنْ يَكُونَ عَيْشُهُ بِدُونِهِ مُمْكِنًا.

  وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ: «عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ فَإِنْ لَمْ تَشْغَلْها شَغَلَتْكَ».

  وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «إِذَا تَكَلَّفْتَ مَا لاَ يَعْنِيْكَ، لَقِيْتَ مَا يُعَنِّيْكَ».

  وَإِيَّاكَ وَفُضُولَ الْكَلاَمِ: فَإِنَّكَ إِذَا تَكَلَّمْتَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْكَ، مَلَكَتْكَ الكَلِمَةُ، وَلَمْ تَمْلِكْهَا.