رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 333 - الجزء 1

  وَقِيلَ: الْعَبْدُ إِذَا سَكَتَ عَنْ فُضُولِ الْكَلاَمُ تَكَلَّمَ القَلْبُ، وَنَوَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَاشْتَغَلَ بِالطَّاعَةِ، وَذَكَرَ، وَفَكَّرَ.

  وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «إنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ بِفُضُولِ الْكَلاَمِ، وَفُضُولِ الْمَالِ».

  وَإِيَّاكَ وَفُضُولَ النَّظَرِ فَإِنَّهُ يُبْدِرُ الْهَوَى، وَيُوَلِّدُ الْغَفْلَةَ ..

  لاَ تَتَدَخَّلَ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَفِي شُؤُونِ غَيْرِكَ، وَأَنْ تَصْرِفَ كُلَّ جُهْدِكَ فِي إِصْلاَحِ نَفْسِكَ وَتَنْظِيفِهَا، وَجَعْلِهَا طَاهِرَةً، نَقِيَّةً مِنْ شَوَائِبِ الذُّنُوبِ، وَفَوَاحِشِ الْعُيُوبِ، وَقِلَّةَ اشْتِغَالِكَ بِذِكْرِ غَيْرِكَ وَطَلَبَ السَّلاَمَةِ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، لَعَلَّكَ أَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ø.

  وَرُويَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ:

  سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ.

  وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ.

  وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ.

  وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ.