رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 348 - الجزء 1

  وَالسَّعِيدُ السَّعِيدُ: مَنْ بَصَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى عُيُوبَ نَفْسِهِ، وَأَعَانَهُ عَلَى تَزْكِيَتِهَا، وَتَطْهِيرِهَا، مِنْ دَنَسِ الذُّنوُبِ والآثَامِ، وَالْمَعَاصِي ...

  فَطُوبَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فِي لِسَانِهِ وَقَلَّلَ كَلاَمَهُ، وَصَانَ لِسَانَهُ عَنِ النُّطْقِ إِلاَّ بِالْخَيْرِ.

  طُوبَى لِمَنْ مَلَكَ لِسَانَهُ، وَطُوبَى لِمَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ عَمَّا لاَ يَحِلُّ وَطُوبَى لِمَنْ نَزَّهَ لِسَانَهُ عَنْ فُضُولِ الْكَلاَمِ، وَطُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عَيْبِ أَخِيْهِ.

  وَطُوبَى لِمَنْ حَسَّنَ كَلاَمَهُ وَطَيَّبَهُ، وَقَهَرَ وَسْوَاسَهُ وَأَدَّبَهُ، وَعَادَى شَيْطَانَهُ وَهَوَاهُ، وَاسْتَجَابَ لأَمْرِ رَبِّهِ وَمَوْلاَهُ.

  فَوَيْلٌ لِمَنْ نَسِيَ عَيْبهُ وَتَفَرَّغَ لِعُيُوبِ النَّاسِ.

  وَيْلٌ لِمَنْ نَسِيَ زَلاَّتِهِ، وَهَفَوَاتِهِ، وَتَتَبَعَّ زَلاَّتِ النَّاسِ، وَهَفْوَاتِهِمْ.

  وَالْوَيْلُ كُلَّ الْوَيْلِ لِمَنْ يَفْتَرِشُ عُيُوبَ النَّاسِ أَمَامَهُ، وَيَطْوِي عُيُوبَ نَفْسِهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ.

  فَيَنْبَغِي لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ: أَلاَّ يَنْشَغِل إِلاَّ بِمَا يَعْنِيهِ، وَأَلاَّ يَنْشَغِل إِلاَّ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ، وَأَنْ يَهْتَمَّ بِإِصْلاَحِ نَفْسِهِ، بَدَلاً مِنَ الاشْتِغَالِ بِعُيُوبِ غَيْرِهِ، وَالتَّعَرُّفِ لِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنَ الْعُيُوبِ ...