رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك ما لا يعنيك

صفحة 349 - الجزء 1

  فَاحْرِصْ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ يَوْم القِيَامَة، وَانْشَغِلْ بِإِصْلاَحِ نَفْسِكَ، وَعَثَرَاتِكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَلَى مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ، وَلاَ تَعْجَزْ عَنْ صِيَانَةِ نَفْسِكَ، وَحِفْظِهَا، عَنْ كُلِّ مَا يَشْغَلُ النَّفْسَ عَمَّا يَعْنِيهَا ..

  أَلاَ إِنَّ خَيْرَ الذُّخْرِ خَيْرٌ تُنِيلُهُ ... وَشَرُّ كَلاَمِ الْقَائِلِينَ فُضُولُهُ

  عَلَيْكَ بِمَا يَعْنِيكَ مِنْ كُلِّ مَا تَرَى ... وَبِالصَّمْتِ إِلاَّ مِنْ جَمِيلٍ تَقُولُهُ

  أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَرْءَ فِي دَارٍ بُلْغُةٍ ... إِلَى غَيْرِهَا وَالْمَوْتُ فِيهَا سَبِيلُهُ

  وَأَيُّ بَلاَغٍ تَكْتَفِي بِكَثِيرِهِ ... إِذَا كَانَ لاَ يَكْفِيكَ مِنْهُ قَلِيلُهُ

  مَضَاجِعُ سُكَّانِ الْقُبُورِ مَضَاجِعُ ... يُفَارِقُ فِيهِنَّ الْخَلِيلَ خَلِيلُهُ

  تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... فَكُلٌّ بِهَا ضَيْفٌ وَشِيكٌ رَحِيلُهُ

  وَخُذْ لِلْمَنَايَا لاَ أَبَا لَكَ عُدَّةً ... فَإِنَّ الْمَنَايَا مَنْ أَتَتْ لاَ تُقِيلُهُ

  وَمَا حَادِثَاتُ الدَّهْرِ إِلاَّ لِعِزَّةٍ ... تَبَّتْ قُوَاهَا أَوِ الْمُلْكَ تُزِيلُهُ