طلب العلم:
طَلَبُ الْعِلْمِ:
  وَعَلَيْكَ يَا بُنَيَّ: أنْ تُفَرِّغَ جُزْءاً مِنْ وَقْتِكَ لِطَلَبِ الْعِلْمِ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، حَتَّى تَكُونَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
  وَاعْلَمْ: أَنَّ الْعِلْمَ مَصْدَرُ كُلُّ خَيْرٍ لِلنَّاسِ، وَخَيْرُ مَا يُرْزَقُونَ، وَكُلُّ خَيْرٍ فِي الْعَالَمِ مِنَ الْعِلْمِ، وَهُوَ الطَّرِيقُ الْمُوصِلُ لِكُلِّ خَيْرٍ لِلنَّاسِ دُنْيَا وَآخِرَةٍ، وَشَرّ مَا يُبْتَلَوْنَ بِهِ الْجَهْل، وَكُلُّ شَرٍّ مِنَ النَّاسِ، أَوْ مُصِيبَةٍ عَلَى النَّاسِ، سَبَبُهُ الْجَهْلُ.
  وَكُلُّ فَرْدٍ مِنَ الأُمَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ مُطَالَبٌ بِتَعَلُّمِ الْعِلْمِ، وَالإِعَانَةِ عَلَيْهِ لأَنَّ مَصْلَحَةَ الْعَالَمِ مَقْرُونَةٌ بِمَصْلَحَةِ الْجَمِيعِ، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
  يَا بُنَيَّ: لَقَدْ حَثَّ الإِسْلاَمُ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ، وَرَغَّبَ فِي تَحْصِيلِهِ وَأَثْنَى عَلَى الْعُلَمَاءِ، وَوَعَدَهُمْ الأَجْرَ وَالْمَثُوبَةَ.
  قَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٨}.