رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب العلم:

صفحة 351 - الجزء 1

  فَفِي الآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى شَرَفِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ، وَعَلَى شَرَفِ أَهْلِهِ وَفَضْلِهِمْ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، إِذْ لَوْ كَانَ أَحَدٌ يَعْدِلُهُمْ مِنْ غَيْرِهِمْ لَقَرَنَ اللَّهُ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَتِهِ، كَمَا قَرَنَ اللَّهُ شَهَادَةَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِشَهَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

  وَفِي هَذَا حَضٌّ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى تَعَلُّمِ الْعِلْمِ النَّافِعِ، الْمُوصِلِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَالْهَادِي إِلَيْهِ.

  وَكَفَى بِهَذَا شَرَفًا وَفَخْرًا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَرَنَ شَهَادَةَ أُولِي الْعِلْمِ بِمَا شَهِدَ بِهِ لِنَفْسِهِ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُكَ.

  وَلَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ عَلَى الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَأَثْنَى اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ وَرَفَعَ مِنْ شَأْنِهِمْ فِي كِتَابِهِ الْمُبِينِ، فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وَقَالَ تَعَالَى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١}

  وَهَذَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَشَرَفٌ كَبِيرٌ.

  فَإِنَّ الرِّفْعَةَ تَشْتَمِلُ الرِّفْعَةَ الْمَعْنَوِيَّة فِي الدُّنْيَا بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَة، وَحُسْنِ الصِّيْتِ، وَانْتِشَار عِلْمِ الْعَالِمِ، وَاسْتِفَادَةِ النَّاسِ مِنْهُ.