رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب العلم:

صفحة 352 - الجزء 1

  وَالرِّفْعَةَ فِي الآخِرَةِ، وَهِيَ رِفْعَة حِسِّيَّةٌ بِعُلُوِّ الْمَنْزِلَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى كَثْرَةِ الثَّوَابِ.

  فَالْعِلْمُ نُوْرٌ: يَتَبَيَّنُ بِهِ الضَّارّ مِنَ النَّافِعِ، وَيَتَمَيَّزُ بِهِ الْخَبِيث مِنَ الطَّيِّبِ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ، سِيَّمَا عُلُوم الدِّينِ الَّتِي يَفْرُقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْهُدَى وَالضَّلاَلِ، فَتُبَصِّرَ العَبْد بِرَبِّهِ، وَتُعَرِّفَهُ بِحَقِّهِ سُبْحَانَهُ، وَحَقِّ عِبَادِهِ، تَكْسِبُهُ رُشْداً، وَتَفْتَحُ مِنْهُ أَعْيُناً عُمْياً وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوباً غُلْفاً، وَبِذَلِكَ يَنْعَمُ فِي دُنْيَاهُ، وَيَسْعَدُ السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة فِي أُخْرَاهُ.

  مِنْ هُنَا كَانَ لِلْعِلْمِ مَزِيَّتهُ وَفَضِيلَتهُ وَمَكَانَتَهُ فِي الْحَيَاةِ الْعَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ.

  وَلِهَذَا سَارَعَ فِي طَلَبِهِ الْعُقَلاَءُ، وَتنافَسَ فِيهِ الْمُتَنَافِسُونَ.

  وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ.؟

  كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ».

  قَوْلُهُ ÷: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ»:

  هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْمُفْرَدَةِ، تُشِعُّ وَحْدَهَا أَمْوَاجاً مِنَ النُّورِ، وَتَفْتَحُ وَحْدَهَا آفَاقاً مِنَ الْحَيَاةِ.