طلب العلم:
  فَرِيضَةٌ: فَلْنَنْظُرْ مَا تَعْنِي الْفَرِيضَةُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ.
  إِنَّهَا أَوَّلاً: وَاجِبٌ مَفْرُوضٌ عَلَى الإِنسَانِ أَنْ يُؤَدِّيَهُ، لاَ يَجُوْزُ أَنْ تَشْغَلَه عَنْهُ الْمَشَاغِلُ، وَلاَ أَنْ تُقْعِدَهُ الْعَقَبَات.
  وَهِيَ ثَانِيًا: وَاجِبٌ يُؤَدِّيهِ الإِنْسَانُ إِلَى اللَّهِ، وَيَتَعَبَّدُ به إِلَيْهِ، وَمِنْ ثَمَّ فَهُوَ يُؤَدِّيهِ بِأَمَانَةٍ، وَيُؤَدِّيهِ بِنَظَافَةٍ، وَيُؤَدِّيهِ بِإِخْلاَصٍ.
  وَهِيَ ثَالِثًا: عَمَلٌ يُقَرِّبُ الْعَبْدَ إِلَى اللَّهِ، فَكُلَّمَا قَامَ الإِنْسَانُ بِهَذِهِ الفَريضَةِ، أَوْ بِهَذِهِ الْعِبَادَةِ، أَحَسَّ أنَّهُ يَقْتَرِبْ مِنَ اللَّهِ، فَيَزْدَادُ بِهِ إِيمَاناً وَيَقِيناً وَتَعَلُّقًا، وَيَزْدَادُ لَهُ خَشْيَةً وَحُبًّا، وَيَزْدَادُ إحْسَاسًا بِالرِّضَا فِي رِحَابِهِ، وَالشُّكْرُ عَلَى عَطَايَاهُ.
  قَال بَعْضُ أَهْل الْعِلْمِ: «يُعْلَمُ أَنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ حَالَةٍ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإِنْسَانُ.
  فَمَنْ بَاعَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ مَا عَيَّنَهُ اللَّهُ وَشَرَعَهُ فِي الْبَيْعِ.
  وَمَنْ أَجَّرَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الإِجَارَةِ.
  وَمَنْ قَارَضَ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقِرَاضِ.
  وَمَنْ صَلَّى يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ حُكْمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي تِلْكَ الصَّلاَةِ وَهَكَذَا الطَّهَارَةُ، وَجَمِيعُ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ، فَمَنْ تَعَلَّمَ وَعَمِلَ بِمُقْتَضَى مَا عَلِمَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ تَعَالَى طَاعَتَيْنِ». انْتَهَى.